سؤال لطالما كان مرافقاً لفكري وفي جميع آرائي هل الديمقراطية الغربية ذات صفة انتقائية ؟
هل تنتقى من تستهدفه الناظر فى العادات والتقاليد لتلك الديمقراطية يعرف بما لا يدع للشك أنها تملك استثناءات وربما مرونة عالية جدا للتكيف مع المحتوى الجغرافى والعرقى للمطلوب تنفيذ هذه الديمقراطية عليهم .
نجدها تقيم الحروب حيناً وتحاول فرضها بأساليب أخرى كالعصا و الجزرة بين دول أخرى وبالقوى لدى شعوبا أخرى ولكن ما هو أسلوبها المتبع مع الدول العربية.
حكم الشعب لنفسه مقولة شهيرة أعطت الثورات التى قامت فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي وحولت الدول العربية والإسلامية فى كثير من الأحيان الى ديمقراطيات مشوهة حكمونا باسم الشعب وللشعب أن يحكم لكن هل تحول ذلك الى واقع فى المسرح السياسي وبين الناس .
المشكلة تكمن فى لعبة الموائمات التى تفرضها المصالح الغربية ولعلنا نعرف معنى الموائمات جيدا فهناك استبدالات رهيبة كقطع الشطرنج فى رقعتنا العربية مرتبطة بالمصالح .
فحينما ترى الدول الغربية أن مصالحها تقتضى وجود نظام قمعي تغض الطرف على الانتهاكات حتى ولو كانت فى كل مناحي الحياة من اجتماعية الى اقتصادية الى سياسية وينتج عنها أن يكفر المجتمع الذي تم قمعه بجميع القيم الإنسانية التى ترسى الحقوق بالاسم فقط ودون تفعيل على ارض الواقع .
وحينما ترى أن مصالحها مع وجود نظام ديمقراطي فإنها تحاول إرساء قواعدها بشتى الطرق للوصول الى مبتغاها وحينها تضيع الديمقراطية بين الهشاشة الرهيبة فى التطبيق والمصالح الغربية المتلاحقة.
التحول الأخير للديمقراطية الغربية على يد اوباما وما ورثة من هموم نظام بوش الذي أورث السياسة الأمريكية تركة رهيبة من الشكوك فى مسارها السياسي .
العراق , إيران , أفغانستان , إسرائيل خير دليل على الصفة المتحولة لدى الغرب فى إرساء ديمقراطيتهم حسب الجغرافيا والدين والزمان بل والعنصرية الفجة أحيانا .
وفى ظل مستنقع الغرب فى هذه الدول حاولت الدول المحسوبة على النظام الجمهوري تمرر مشروع التوريث واكبر دليل ما حدث فى سوريا وما كانت تنتظره الدول العربية الأخرى .
هاجت الثورات العربية بلا شعلة بل مجرد شرارة ليعلم الغرب معها ميلاد ديمقراطيات جديدة بدون التنسيق المسبق معها ويجلسون جميعا ليتفرجوا من مقاعد المشاهدين على اللاعبين الأساسين فى منطقتنا وعلى الشباب العربي وهو يصنع تاريخه .
إنهم لم يدعمونا يوما من اجل الحرية والديمقراطية بل من اجل المصالح التى بنو عليها ديمقراطيتهم إنها حقا ديمقراطية حسب الجغرافيا التى ترتبت عليها تحالفات لأجل مصالحهم فقط لا غير .
عزيزي باعث النهضة الديمقراطية الغربية لقد فشلت وانتظر منا أن نساعدكم على كتابة التاريخ مرة أخرى بسواعد شبابنا العربى.